ظهرت المقاربة بالكفايات كبديل تربوي مثالي بعد العمل بالمقاربة بالأهداف في التعليم التقني والمهني، ثم انتقلت تدريجيا إلى التعليم الأساسي في بعض الدول المتقدمة في نهاية السبعينيات من القرن العشرين. وتقطع هذه المقاربة مع الأساليب الارتجالية في التدريس، إذ أصبح المدرس مطالبا بالتخطيط القبلي للتعلم وتحديد الأهداف المرجوة من الدرس.
وقد جاء هذا الانتقال، من المقاربة بالأهداف إلى المقاربة بالكفايات، نتيجة تحول مفهوم العمل من العمل والإنتاج إلى العمل من أجل الإتقان والجودة والابتكار.
فالعمل بهذه المقاربة، يحيلنا إلى الابتعاد عن النظرة الضيقة للتعلم التي كانت محصورة في المعرفة فقط، ويمكّن المتعلم من التقنيات والوسائل والاستراتيجيات التي تمكنه من تعبئة موارده ومهاراته، وتسخير ما تعلمه في حل وفهم وضعيات معاشة.
وحتى تصبح عملية التعلم ذات دلالة بالنسبة للمتعلم، لا بد من جعله يستفيد من المعارف المختلفة في معالجة واقعه المعيشي، وإشعاره بفاعليتها في معالجة عمل معقد. وذلك بتفعيل وبإسهام مختلف المواد في حل مشكلات معقدة، ما يساعد المتعلم في قياس الفرق بين ما يعلمه، وما يجهله من أجل إيجاد حل لوضعية معقدة، في إطار العمل ضمن استراتيجيات ديداكتيكية متأسسة على وضعيات تعليمية/ديداكتيكية تحمل المعنى والتعلم.
إذن، ما المقصود أولا بالوضعيات الديداكتيكية؟ وما هي عناصر ومكونات الوضعية الديداكتيكية؟ وكيف يمكن تحقيق التعلم في ظل هذه الوضعيات؟ ومتى يمكننا الحديث عن الوضعيات غير الديداكتيكية؟
تحميل عرض الوضعية الديداكتيكية والوضعية غير الديداكتيكية: PDF
من إنجاز الأستاذ: شهير عبدين.